الاثنين، 20 فبراير 2012

قصتي مع الثورة




عبدالوهاب قطران عبدالوهاب قطران


 -1-



في يوم 19 مارس 2011 ايدنا الثورة من على منصة ساحة التغيير انا وزميلي القاضي الثائر ساري العجيلي والقينا كلمة تضمنت تأييد الثورة الشبابية السلمية والتأكيد على حق الثوار في ملاحقة صالح جنائيا امام القضاء المحلي والدولي كان بالنسبة لي يوما خالدا في حياتي لأنني ثرت على الخوف الذي في نفسي وثرت على الظلم والاستبداد والطغيان الذي كنت اراه امام عيني صباح مساء الظلم الذي كنت اراه متغول واسودا كالليل الدامس بين اوراق وملفات القضايا، ثرت على البؤس والحرمان الذي كنت اراه في عيون الفلاحين والفقراء المعدمين الذي كانوا يمثلون امامي كمتهمين ومطلوب مني ادانتهم والعبث بحياتهم لمصلحة الشيخ والفندم والوزير ثورت على نظام قضائي يطبق القانون على الفقراء والمعدمين والضعفاء ويعجزعن تطبيقه على النافذين وسارقي العلن ومصادري احلام الشعب بل انه يتودد المجرمين والطغاة والمستبدين، و مطلوب مني حماية مصالح الطغاة واللصوص والفاسدين ما لم فاانا لا افهم الواقع ومكاني هو العراء والاطراف الذي نفيت اليها،

-2-

كان النظام جرعة سامة تجرعناها وكدنا نموت منها الى ان جاء شباب الثورة فبعثوا فينا الحياة وشعرنا بالفرح والسرور من بعد ان كاد اليائس والاحباط والقنوط يقتلنا ،بعد ان ايدت الثورة سافرت في نفس اليوم بعد العصر من صنعاء الى مدينة يريم التي كنت اسكنها مع اولادي وتوقعت في طريقي ان اعتقل او اقتل ووطنت نفسي على اسوء الاحتمالات واستعديت نفسيا لتحمل اي تبعات نتيجة اتخاذي لقرار تأييد الثورة اتذكر جيدا عشية انضمامي للثورة ،انني تلقيت اتصال هاتفي من رئيس محكمة استئناف اب،سألني هل بالفعل كنت اليوم في ساحة التغيير وانضممت للثورة قلت نعم لم يصدق الرجل غاب صوته وتلجلجت لكنته قال لي كيف تنظم للثورة وانت قاضي والقضاء مستقل ومحايد ،رديت عليه انني قبل ان اكون قاضي انا مواطن والثورة قضية وطنية كبرى وانا مقتنع بها وقد عبرت عن رائيي وايدتها ولنا قدوة في قضاة مصر الذين اعتصموا في ميدان التحرير مع شباب الثورة وقضاة مصر اساتذتنا ،قال انه قد علم بانضمامي للثورة من محافظ المحافظة احمد الحجري والاخير هو صهر راس النظام وهو من المديرية التي اعمل فيها رئيسا للمحكمة ويبدو انه عنف رئيس الاستئناف كما تبين لي من نبرة الرجل ،ختم الاتصال بالسؤال هل ستداوم بعد ان ايدت الثورة قلت نعم قال كيف وقد فقدت الحياد قلت له اذا كننتم لا تريدوني ان اداوم فاءانا مستعد قال سوف ابلغك لحقا ،

بعد ذلك بقليل رن هاتفي الخلوي رديت على المكالمة من معي قال تحويلة رئيس هيئة التفتيش القضائي العميد الركن المنتحل صفة قاضي عبدالله فروان وللعلم الاخير ورد اسمه في التحقيقات لدى النيابة بانه من ضمن المتورطين في قتل شهداء جمعة الكرامة وذلك باستضافته للمنفذين والمخططين للجريمة في منزله المهم قال لي هل فعلا انضممت للثورة في ساحة التغيير قلت نعم قال لي انت مطلوب للتحقيق توقف عن العمل واطلع غدا وزارة العدل قلت له حاضر ،

بلغت بعض منظمات حقوق الانسان فتضامن معي المرصد اليمني لحقوق الانسان ونشر التضامن في بعض المواقع وفي صحيفة صوت الشورى ،

بعدها بيومين تلقيت تهديد بالقتل وانه اذا نزلت الرضمة تداوم لا تلوم الا نفسك من قبل احد المشايخ المدعومين لوجستيا من راس النظام وصهره الحجري وذلك الشيخ هو اليد الطولى للنظام في المديرية متهم ومدان في عدة قضايا قتل واصدرت حكم بإدانة نجله وحبسه مدة خمس سنوات ،

قررت ان لا اذهب الى المحكمة لشعوري بالخطر على حياتي وطلعت الساحة في ذلك اليوم المشئوم الذي اعلن فيه محسن دعمه للثورة ، وعملنا ائتلاف وتكتل خاص بأعضاء السلطة القضائية المنظمين للثورة وكان لنا مخيم كبير في الساحة

بعدها بأسبوعين تعاطفت مع المساجين وقررت ان اتوجه الى محكمة يريم لنظر قضاياهم عقدت جلسه في محكمة يريم في مواجهة المساجين وافرجت عن بعضهم ،واذا بي افاجاء بعد يومين بصدور قرارمن مجلس القضاء الاعلى قضى بإقالتي من العمل وتعيين بدلا عني قلت جات منك يا بيت الله خلصونا من هم ،تواصلت ليلتها مع قناة سهيل وبعض الصحف والمواقع لنشر الخبر والتضامن معي ولان ميولي ليس مع الجماعة لم يعيروا ذلك الخبر أي اهتمام باستثناء صحيفة الوسط الذي قامت مشكورة بنشر الخبر في صفحتها الاخيرة وعرفت من ذلك الحين انهم سيطروا على الثورة وانهم لا ينشروا الأما يروق لهم ،

-3-

قررت نقل عفشي وسكني من يريم الى صنعاء وياء ليني ما نقلت لان صنعاء صارت اسوء مدينة في الجمهورية كما يعلم الجميع ذلك ،واصلت الاعتصام والذهاب يوميا الى الساحة ولان الثورة كانت قوية لم يجرؤا فروان والوزير المقال ان يحرك ضدنا ساكننا ،اقحمت الثورة في العنف وجرت الى المواجهات المسلحة وحوصرت ساحاتها من قبل مليشيات محسن شعرت ان الساحة لم تعد ساحتنا ،في مايو اضطررت للنزوح الى القرية كوننا على مقربة من منطقة الحصبة التي تدور في رحاها المواجهات بين الاحمرين،

عدت الى صنعاء يوم ان رحل صالح للعلاج في السعودية من بعد ذلك الحادث بدء مسلسل الجحيم يلفنا انقطاع متواصل للخدمات الكهرباء الماء المشتقات النفطية الخوف والتوجس والرعب اليومي والفنا اصوات المدفعية والرشاشات حتى صرنا لا ننام الا على انغامها ظلت سيارتي متوقفة اكثر من شهرين لانعدام البترول صارت صنعاء مدينة اشباح يلفها الظلام ،ويتجول فيها قطاع الطرق والنهابة المزججين بمختلف انواع الاسلحة ،تغادر المنزل وانت غير متيقن انك ستعود الية انتشر القتل العشوائي بصورة يومية صارت الثورة تمشط شعرها بالدم وتمسح رجليها بالنار حوصرت صنعاء حصارا حقيقيا ولم يتكلم عن معاناتها احد صار التجول في شوارعها لعنة وعذاب وجحيم من كثرة الحواجز ونقاط التفتيش انقسمت صنعاء الى ساحتين ستين وسبعين وعاصمتين وجيشين جنوبها لصالح وحرسة وشمالها لمحسن وفرقته وحصبتها لشيخهما واخوانه ،ونحن بينهم على امل ان يأتي الغد الذي سوف نطوي فيه الجحيم،

-4-

وكا يوم 11 اكتوبر 2011 م يوما سعيد بالنسبة لي لا نني رزقت بمولود اسميته نصر لثقتي ان الثورة منتصرة ولو بعد حين ولسوء الحظ فوجئت ان الطفل نصر لديه عيب خلقي عبارة عن انسداد في مسالك البول وما زال يكابد ويصر على ان ينتصر على المرض الى هذه اللحظة بسبب انعدام الخدمات الطبية في بلادنا وسوء تقديم الخدمة سافرت الى مصر الثورة والحرية واجريت لنصر عمليتين تكللت بالنجاح واضطررت لاقتراض مبالغ مالية من عجائز واصدقاء وبعضهم قد الح في طلب فلوسه اكتشفت كم كنت مخدوع في بعض الاصدقاء المقربين الذي امتنع بعضهم عن الرد على هاتفي خوفا من ان اطلبه فلوس قرضه الله حسنه وعرفت ناس لديهم ضمير وانسانية وقفوا بجانبي وسئلوا عني وسلفوني ،حفرت اسمائهم في ذاكرتي،

ولازال العذاب والمعناة مستمرين بسبب مرض نصر لا نه لم ينتصر على المرض بعد وبسبب الظروف الصعبة التي نعيشها ،في احدى ليالي ديسمبر المنصرم كنت جالس مع احد اصدقا الدراسة الجامعية في مقهى الحرافيش بوسط القاهرة تلقيت نباء تشكيل حكومة الوفاق وسئلت للتو من هو وزير العدل قال لي القاضي مرشد العرشاني تطايرت شئما وحزنت واكتأبت وصدمت لسوء اختيار الرجل لمعرفتي التامة انه رجل علي محسن المفضل وهو كاتب ومحرر احكام محسن وكاتب بصائره ولمحسن افضال ويد على الرجل فهو ولي نعمته فقد انتشله من البؤس والفقر والحرمان الى الغنى والترف والتخمة لديه عقارات وفلل بمئات الملايين وهو رئيس جمعية الاصلاح ومتقلد لعدة مناصب تتبع الجماعة ،قلت في نفسي وانعم و الثورة وما جلبت لنا كلما- سار مدبر جالنا بعده ادبر – وظليت متوجس خيفة اترقب ماذا سيعمل مرشد وما هي خططه، اعرف انهم راسمين على جهاز القضاء وعندهم نية مبيته لا نشاء محاكم تفتيش لمحاكمة الناشطين الذي صدرت تجاههم فتاوى من علمائهم وذلك باستبدال القضاة المحسوبين على الرجال بقضاة محسوبين على الجماعة وقد بدائها بالفعل من محكمة شرق تعز عين رئيسها من جماعتهم تمهيدا للمحاكمة من تم تكفيرهم من ابناء تعز الاحرار كما ان الخطة قائمة على قدم وساق لاستكمال الحاق دفعتين ثلاث من طلاب جامعة الايمان بالمعهد العالي للقضاء كي تكتمل لهم ويتمكنوا من السيطرة على القضاء وتأتي تصريحات على محسن باستعداده الخضوع للقضاء الثورة العادل في نفس السياق لمعرفته ان البراءة مضمونه لان الرجل الاول في القضاء وزير العدل في الجيب ،وكما هي عادتهم في ركوب الموجه والسيطرة على أي مطالب حقوقية قام مجموعة من القضاة واعضاء النيابة الشرفاء ممن كنت انا وهم ولازلت في خندق واحد منذ ان قمنا بتحريك المياه الراكدة في مايو 2010 وذلك با اعلان اشهار الرابطة اليمنية لا عضاء السلطة القضائية ،قام اولئك الشرفاء بتنظيم احتجاجات واعتصامات للمطالبة بانتخاب المجلس الاعلى للقضاء واقالة المجلس الحالي كونه لا يعبر عن القضاة وليس نابع من اوساطهم ونظموا احتجاجات واعتصامات امام وزارة العدل ومازالوا فما كان من الجماعة الا ان دفعوا بعناصرهم وبالتنسيق المدبر والمخطط له بين رئيس استئناف الامانة القاضي يحي العنسي وبين علي محسن لان العنسي رجل علي محسن والاخير هو من عينه رئيس استئناف ريمة ونقله بسرعة البرق الى رئيس استئناف تعز وصرف له مؤخرا ارضية ووعده ان يعينه بديلا عن رئيس المجلس الحالي فما كان منه وبحكم نفوذه وكونه رئيس المنتدى القضائي بالأمانة الا ان جمع القضاة وحرضهم لا سقاط المجلس الحالي وتحول بين عشية وضحاها الى داعية ثورة واصلاح ولبس عباءة الثورة داعيا لاستقلال القضاء من كان الى الامس يسبح بحمد فخامة الاخ الرئيس واحد رجاله المخلصين من تخلى عن القاضي احمد الادرسي في محنته وقالها بالحرف الواحد القاضي لازم يفهم السياسة ويعرف كيف يتعامل تغيب عن اجتماعات المنتدى في ذلك الحين حتى نزعت الحصانة عن القاضي الادريسي وقد للمحاكمة امام محكمة امن الدولة اليوم صار داعية ثورة وداعية تغيير على من يا عنسي قد فهمناك من زمان، كم اكره الانتهازيين والوصوليين والمزايدين بمجرد ان ترنح صالح ولي نعمتك انقلبت على عقبيك وعدت الى ادبارك حقا الوقاحة كنز لا يفنى ، قد يفهم البعض من طرحي انني مع المجلس الحالي ولكن الحقيقة انني ضدهم جميعا ضد تسيس وعسكرة القضاء ضد المزايدين والفاسدين من الجهتين لا نريد ان نغير سيئ بالأسواء سياسة استبدال رجال وقضاة صالح بقضاة الجماعة غير مقبولة نحن في ثورة و مطلبنا واضح الاستقلال الكامل وغير المنقوص للسلطة القضائية ماليا واداريا وقضائيا، واقالة جميع العسكر والمخبرين الذين تم الحاقهم بالقضاء بقرارت باطله من النظام السابق واقالة الفاسدين والذين تم تعيينهم في مناصب ليسوا جديرين بها تجاوزا لمعايير الكفاءة والاقدمية والخبرة والنزاهة وهم جميع رؤساء محاكم الاستئناف وجميع القضاة رؤساء المحاكم الابتدائية الواقعة في عواصم المدن ،لابد من صياغة قانون للسلطة القضائية من قبل لجنة من الخبراء وفقهاء القانون ،

-5-

تقدمت قبل اسابيع بطلب مرفق بالوثائق الى وزير العدل العرشاني مفاده صرف تكاليف العلاج الذي استدنتها من الناس وذلك كحق من حقوقي ، لم يعر ذلك الطلب أي اهتمام وانما وجه للشئون المالية لعمل اللازم والاخيرة بدورها ادخلت التوجيه الدرج وكان الامر لا يعنيها ولو كنت قاضي من الجماعة لأمر لي فضيلته امر صريح بصرف كامل المبلغ الذي يزيد على سبعة الف دولار ، القاضي مرشد لايعنيه الامر كونه يتصرف كوزير للجماعة وليس وزيرا للعدل ولجميع القضاة اليمنيين ،قام قبل اسبوع بإصدار قرار بترقية مجموعة من الاداريين بالوزارة ومنحهم درجات قضائية واحد منهم ابن اخ فروان وادعمني ادعمك بالمخالفة الصريحة للقانون ومن ما اعجبه يشرب من البحر،

وليت الامر وقف عند هذا الحد بل انه بلغني من زميلي القاضي العجيلي اليوم انه قد تم استدعائنا من قبل التفتيش للتحقيق معنا عن سبب تغيبنا عن العمل لمدة شهر وانهم في طريقهم لا يقاف مرتباتنا ودقي يا مزيكا واذا بنا بعد ان شردنا ومسنا واهلنا الضر وسرنا اقرب الى المتسولين يحقق معنا ونلاحق من قبل وزير اتت به الثورة لتأديب القضاة الثوريين وتلقينهم دروس في الوطنية واحترام الدوام متناسيا وزيرنا المبجل ان هناك ثورة قد زلزلت الطغاة وان الشعب محاصر وان المحاكم توقفت عن العمل في جميع انحاء الجمهورية بما فيها العاصمة صنعاء بسبب الاوضاع الامنية وانعدام مادة البترول نسي ان قذائف سيده علي محسن وصلت الى وزارة العدل وان همجيتهم وميليشياتهم احتلت مكتب النائب العام ونهبت مخازنه نسي ان محكمة جنوب غرب الامانة ضلت محاصرة لا شهر من قبل بني ظبيان للضغط على القضاة كي ينفذوا حكم قضائي ومنعوا القضاة من مزاولة اعمالهم ،نسي ان هناك قضاة قضوا نحبهم وتم قتلهم ولايعرف الى حد الان من غريمهم واخرين نهبت سياراتهم والبعض تم ضربهم وسحلهم والبعض اهينوا كل اولئك لم ينتصر لهم لانه لا يهمه امرهم ،لا يوجد لديه من هم ولأتوجد لديه اولوية الا محاسبتي انا والقاضي ساري والتنكيل بنا تحت مبرر انقطاعنا عن العمل سلام الله على الوزير السابق الذي اكتفى بإقالتنا من العمل وسكت ام وزير الثورة فقد اثبت انه ثوري حد النخاع وان لديه غيرة على محكمة الرضمة منقطعة النظير لان ترك العمل فيها لمدة عشره ايام في ظل ثورة عارمة مفسدة كبرى وتحصين المجرمين والقتلة واللصوص بقانون مفسدة صغرى حقا انكم لا تستحون ،

في الاخير لا تظنونا لقمة سائغة فقطع الراس ولأقطع المعاش ولا يوجد لدينا قصور ولامزارع نخاف عليها

سنواصل ثورتنا حتى النصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق