الثورة المصرية والثورة اليمنية تشابه المقدمات واختلاف النتائج:
اندلعت ثورة ال25يناير في مصر الكنانة وكان من اهم حيثياتها اسقاط النظام ومحاكمة رموزه واعادة السلطة المغتصبة الى الشعب واقامة
نظام ديمقراطي تعددي عادل وارساء مبدا حكم القانون ،واعادة الاعتبار لكرامة الشعب المصري ولدوره القيادي والريادي الذي قزمه مبارك ،وتحقيق العدالة الاجتماعية ،واسترداد اموال الشعب المصري المنهوبة ،وقد نجت قوى الثورة المصرية الى حد الان في تحقيق بعض الاهداف واخفقت في تحقيق البعض الاخر ،ونقاط النجاح من وجهة نظري تتمثل في تحيق الاتي :
1ـاسقاط رائس النظام وبعض رموزه في فترة محدودة 18 يوما رغم محافظة الثورة على مبدا السلمية ولم تنزلق الى العنف كشبيهاتها ،
2ـقدمت رائس النظام وبعض رموزه الى المحاكمة كأول سابقة في التاريخ العربي القديم والحديث فلم يسبق ان اسقط الشعب الحاكم وقدمه للمحاكمة،
3ـكسرت النظام البوليسي القمعي الاستبدادي عبر توجيه ضربه قاتله ليد القمع والعسف المتمثل في الجهاز الامني البوليسي وكسرت حاجز الخوف والاستكانة الذي رسختها السلطات البوليسية،
4-ارست مبدا المسائلة وخضوع الحاكم للقانون وانزاله من مصاف الاله الى مصاف البشر بحيث يسئل ويحاسب اذا اخطاء ،
5ـ مازالت الثورة في مصر مستمرة وجذوتها مشتعلة والثوار الى هذه اللحظة يستطيعوا تحريك المليونيات من وسط ميدان التحرير ،ولم يقطعوا الطرقات او يعطلوا الحياة بسبب ثورتهم ،
6ـلم يقبلوا ايا من رموز النظام السابق ان يلحقوا بالثورة وقد رفضوهم صراحة عندما رفضوا تسويق عمر سليمان كرئيس وطالبوا برحيله ،كما اسقطوا حكومة شفيق وحكومة هشام شرف لانها لم تلبي مطامحهم ، ومازالوا معارضين لترشح شفيق
اما عوامل اخفاق الثورة فتتمثل في الاتي:
1_تسليم قوى الثورة السلطة للعسكر والركون والوثوق عليهم في ادارة المرحلة الانتقالية المجلس العسكري الذي يعد جزء من النظام السابق وبسبب تحالف العسكر مع الاسلاميين وقوى الخارج تم قيادة ثورة مضادة اكتشفها شباب الثورة متاخرا مما دفعهم لرفع شعار اسقاط حكم العسكر ،وقد قام العسكر بعد اتفاقهم مع الاخوان المسلمين بإصدار تعديلات على الدستور السابق اسموه اعلان دستوري رغم اعتراض قوى الثورة على ذلك ،وكانت النتيجة ان اجريت انتخابات برلمانية ورئاسية قبل ان يتم صياغة الدستور الجديد تقديم العربة قبل الحصان بحيث ان الرئيس القادم لا يعرف ما هو شكل النظام ولاما هي صلاحياته ،كما ان ذلك التحالف بين العسكر والاسلاميين ادى الى اعادة انتاج الاستبداد والتفرد والاحادية المتمثلة في فوز الاسلاميين بأغلبية اعضاء مجلسي الشعب والشورى، وتلقي تلك الجماعات ملايين الدولارات من الخارج والتي غض العسكر الطرف عنها بل باركوها،
2ـ تم تقديم مبارك ورموز نظامه للمحاكمة بتهم هزلية وذلك عبر تدخل العسكر في مسار الدعوى الجنائية الذي قدمتها النيابة العامة الخاضعة للعسكر حيث لو قدم مبارك للمحاكمة على الجرائم الذي ارتكبها طوال فترة حكمه الطويلة مثل الخيانة العظمى والفساد السياسي وتزوير الانتخابات وتعطيل احكام الدستور والقانون وسرقة ونهب اموال الشعب الذي لازالت في المصارف الغربية والامريكية الى اليوم ،والتي تزيد عن 70 مليار دولار والتي كانت النتيجة ان صدر حكم قضائي لم يرضي احد من الثوار والمحكمة حكمت بما ثبت لديها في مجلس قضائها وعن التهم المحصورة في القرار الاتهامي،
3ـفشلت في استرداد اموال الشعب المصري المنهوبة والتي لم يحاكم عنها مبارك ورموز حكمه الى حد الان،
4ـفشلت في ايصال رئيس للجمهورية من وسط الميدان وبحيث سيعاد انتاج الاستبداد والسيطرة يا بثوب اسلامي عبر مرسي او ثوبي عسكري عبر شفيق ،
اما الثورة اليمنية فمقدماتها وحيثيتها مشابهة للثورة المصرية ،ولم تنجح الى حد الان الا في هدف واحد وهو اسقاط رائس النظام فقط رغم التضحيات الجسام الذي قدمها الشعب اليمني ،ويرجع اهم اسباب فشلها الى الاتي:
1ـقبولها بنصف النظام الاشد تطرفا وتشددا وترحيبها بهم عبر حيابهم واحنا تشرفنا بهم بحيث تصدر الرجل الثاني في النظام على محسن الاحمر مشهدها الثوري ،
2ـاختزال الثورة في ساحات والساحات في ائتلافات وتكتلات وخيام ادى الى احتياج تلك الساحات الى ادارة وتغذية وحماية مما ادى الى قتل الثورة وتدجينها وتطويعها واختزالها في منصة ولجنة تنظيمية تدار من خارجها ،ولها اجندة غير وطنية مما ادى الى انزلاق الثورة الى العنف والمواجهة المسلحة بين طرفي السلطة واستخدم الشباب كمتارس ودروع لحامي حمى الثورة ،المتحالف مع الجماعات الاصولية،والذي اعطى ذريعة للنظام في قمع وقتل الثوار،
3ـبدلا من محاكمة صالح ورموز نظامه كما التجربة المصرية تم تحصينه بقانون صادر عن برلمان مشكوك في شرعيته وبمباركه من نصف النظام المتصدر لمشهد الثورة،
3ـتم التنكيل بالشعب اليمني وحصاره حصارا بربريا بحيث وصل نصف الشعب الى حافة الموت والمجاعة من غير ان تحرك الثورة ساكنا بل ان الحكومة الذي اتت باسم الثورة اقرت جرعة قاتله برفع اسعار المشتقات النفطية الى 100%وكأن من انجازات الثورة تجويع الشعب
3ـمورس الزيف والكذب والدجل باسم الثورة من قبل الاخوان المسلمين وقناتهم سهيل وذلك بتسويق العنف والقتل الذي مارسوه في ارحب وتعزبانه ثورة وانهم معتدى عليهم لانهم في حرب والحرب تجوز لهم الكذب لان الحرب خدعة،
4ـكرست الثورة تأليه الحكام وتقديسهم وعدم خضوعهم للمسائلة ويستمر الفساد والقتل والعبث بحياة اليمنيين من قبل حكومة يفترض انها جاءت حصيلة الثورة وصار كل وزير ومسئول لايعباء بالشعب ولايخاف من اي مسائلة لأنه جاء بااسم المبادرة السعودية وما دامت السعودية والامريكان راضيين عنهم فلا يغشوا احد ورددوها ببجاحه انا جاءت بي المبادرة لا احد يستطيع عزلي ،
4ـالفشل ذريع وينعكس على مختلف مجلات الحياة في اليمن من غير ان يحرك الثوار ساكنا ،وقد انطفئت جذوة الثورة ولم يعد احد يغشاها لأنها جامده في الخيمة،
5ـقامت الثورة بتعطيل الحياة العامة وقطع الشوارع ونصب الخيام ومضايقة السكان المجاورين للساحة ولعمري ان ذلك ليس من الثورة في شيء فلا يوجد اعتصام وقطع للشوارع وتعطيل للحياة لمدة تزيد على السنة والنصف ،من غير ان تحرك ساكنا ،رغم ارتضائها بشرعية جديدة قامت بانتخابها يوم 21فبراير 2012بحيث ان بقاء الساحات منافي لقيم وابجديات الثورة،